2 مصر في القرن ال 18 شهدت حركه علي بك الكبير كعصبيه محليه و هي عصبيه المماليك المسرح السياسي في مصر في النصف الثاني من القرن ال 18 شهد انهيار سلطة الباشا العثماني امام قوة قادة الفرق العثمانية في النصف الثاني من نفس القرن شهد سيطرة البكوات المماليك امام ضعف الباشا وقادة الفرق العثمانية مصدر قوة المماليك نظام تربيتهم كانوا يتم شرائهم صغار ثم يعتنقون الاسلام ويخضعون لتربية عسكرية قاسية ولم ينصهروا في المجتمع المصري وبالتالي طوائف المماليك ظلت محتفظة بنقائها وذاتيتها الخاصة .
3 المناصب التي تقلدها المماليك : منصب شيخ البلد :حاكم القاهرة وزعيم المماليك اعلي المناصب التي يتقلدها البكوات المماليك كان يتولاه زعيمهم منصب امير الحج كان يقع الخلاف بين البكوات المماليك حول هذين المنصبين فاذا تولي احدهم منصب من المنصبين بدأ في التنكيل بمنافسيه وخصومه من البكوات ويعطي الهبات والوظائف لأنصاره ومؤيديه
4 ورغم الخلافات بين البكوات المماليك الا انهم كانوا يتحدون ضد اي باشا لا يرغبون في وجودة بالقاهرة يروى الجبرتي في احداث 1174هجريا اغسطس 1760 ان البكوات المماليك كانوا راضيين عن الباشا العثماني مصطفي باشا ، حتي عينت الدولة اخر العام واليا اخر هو احمد باشا كامل « صبطلان » و كان ذا شهامة وقوه في الحكم وصار ينزل ويركب ويكشف علي الانباء والغلال فتعصب عليه البكوات المماليك و اصعدوا مصطفي « المعزول » و عرضوا في شانه الي الدولة وكان الشعب المصري هو الذي يقع عليه عبء هذا الخلاف يثور في كل انحاء مصر عندما تمس حياتهم بصورة يهتز فيها مفهوم الحكم العادل
5 ارسال حملات تأديب كانت الحكومة العثمانية تلجأ خاصة في الاوقات التي لا تكون فيها مشغولة بحروب خارجية الي ارسال حملات تأديب الي مصر يقابلها البكوات المماليك بالفرار الي الصعيد ثم يعودون الي القارة بمجرد سحب الحكومة العثمانية هذه الحملات اجراءات الحكومة العثمانية عقاب للبكوات المماليك مثل اغلاق اسواق الرقيق في المناطق المحيطة بالبحر الاسود و بصفة خاصة في البلقان حتي تحرم للبكوات المماليك من مصادر قوتهم العددية
6 الزراعة اضطربت التجارة كسدت النواحي الثقافية تجمدت زادت سلطة شيخ البلد الي حد الطغيان في نفس الوقت الذى زادت فيه الضرائب علي المصريين لمواجهة المشروعات الكبيرة من الطبيعي ان تتأثر احوال المصريين بهذه الظروف ف:
7 جاء علي الي مصر وعمره 13 سنة مملوكا لا براهيم كتخدا والاثنان من مماليك « مصطفي القازدغلي» ثم ظهرت شخصيته في الشباب بكل مكوناتها من شجاعة وقوة و طموح و قسوة تقلد الامارة بعد موت استاذه ابراهيم كتخدا عام 1168هـ /1754 م اصبح امير للحج كبير للمماليك شيخ للبلد في سنه 1177هـ/1763م
التخلص من المنافسين والمعارضين كان يجب ان يتخلص علي بك الكبير من منافسيه ومعارضيه لكي يتقلد الحكم ويحقق طموحة نفي الي الحجاز عبد الرحمن كتخدا اعظم المماليك وكبيرهم وكان له هزوه كبيرة واتباع وعساكر وقد اهتزت القاهرة في ذلك اليوم وظن الناس وقوع فتنه عظيمة ولم يحدث شيء سوى ما انزل من التعجب والبهتة في عام 1188هـ/ 1يوليو 1764 . وصفه الجبرتي بأنه ابتدع المصادرات و سلب الاموال و قتل منافسيه من الرؤساء والاقران و باقي الاعيان وفرق جميعهم في القري والبلدان وقتلهم وابادهم فرعا واصلا بعد ان اصبح شيخ بلد خلال السنوات الخمس الاولي من المشيخة [1763-1768]نجح في القضاء علي رؤساء العربان في الوجهتين البحري والقبلي نجح في القضاء علي شركة عرب الحبايبة و زعيمهم ( سويلم بن حبيب )المسيطرين علي بلاد اقليمي الشرقية والقليوبية كسر شركه عرب الهنادى بالبحيرة وبذلك تفرق الهنادى و عرب الجزيرة والصوالحة و غيرهم وراحت كسرة علي الجميع .
9 القضاء علي زعامة محلية اخرى اتجه علي بك الكبير للقضاء علي زعامة محلية في الوجه القبلي تمثلت في همام بن يوسف الهوارى: مقره فرشوط كان حريصا علي ارسال المال الميرى بانتظام يرسل بين الحين والاخر الهدايا للباشا العثماني وشيخ البلد بالقاهرة تحولت الصعيد الي وكر للفتن مورد يمد منافسيه علي مشيخة البلد بالمؤن والعتاد والسلاح نجح مملوك علي بك الكبير ( محمد بك ابو الدهب )بحملاته المتتالية في كسر شركة عرب الهوارة حتي مات همام بن يوسف كمدا قرب اسنا كان يستخدم علي بك مماليكه في اقرار الامور بمصر وكان بقيادة هؤلاء المماليك امثال محمد بك ابو الدهب و احمد الجزار عرف بهذا الاسم بسبب بطشه وقسوته ضد بدو الدلتا الثائرين ( الحبايبه والهنادى ) هذا يوضح مدى قوة المماليك في مقابل ضعف السلطان العثماني.
10 ادي استقرار الامور في مصر الي طمع علي بك الكبير في التطلع الي الباشوية مما ادي الي الخلاف بينه وبين الدولة العثمانية التي رفضت ان يحكم مصر باشا من المماليك رغم موافقتها علي ان يحكم العراق باشوات من المماليك 1749م علي بك امر رجاله في 17 رجب 1182هـ الموافق 27 نوفمبر 1768م باعتقال محمد راقم الباشا فأنزلوه من القلعة الي بيت احمد كشك واجلسوا عند الحرسجية وتقلد علي بك منصب الباشا بعد اسبوعين طمع علي بك الكبير في توسيع ملكه
11 ارسل علي بك الهدايا للسلطان العثماني مع طلب بفرمان سلطاني بالباشوية المصرية وان تكون له بلاد الشام الي جانب مصر ورفض السلطان العثماني وعلي بك اعلن رفضه قبول باشا يأتي من استانبول منع الاموال المقررة سنويا علي مصر ( الميرى ) من الوصول للدولة العثمانية ضرب نقود في مصر تحمل اسمه بتاريخ 1182هـ طرد كل من يظهر ميلا للدولة العثمانية من موظفي الدولة اتجه لتوسيع ملكه بضم الحجاز ومينائه جدة؛ لتصبح مركز للتجارة مع الهند لمراقبه الملاحة في البحر الاحمر بعد فتحها عزل الوالي العثماني وجعل ولايتها لمملوك من اتباعه ( حسن بك الجداوي ) عام 1770م استغرقت الحملة 5شهور علاقه علي بك بالسلطان العثماني
اتجه علي بك نحو الشام لتحقيق هدفين: 12 1 تأمين حدود مصر الشرقية خوفا من هجوم عثماني يقوده باشوات الشام العثمانيين ضده بالاستيلاء علي جنوب الشام 2 مساعدة الشيخ ظاهر العمر ضد الدولة العثمانية و رجالة بالشام ارسل علي بك جيش بقيادة مملوكة محمدابو الدهب لتحقيق الهدفين رغم نجاح هذا الجيش بالاشتراك مع جيش الشيخ ظاهر في دخول دمشق وطرد الباشا العثماني الا ان محمد بك ابو الدهب خان سيده وانسحب من الشام عائدا الي مصر دون اذن علي بك وقع الحرب بينهم وهزم علي بك في الصالحية امام جند ابو الدهب 15 صفر 1187هـ/26ابريل 1773م جرح علي بك الي ان مات بالقاهرة بعد 10 ايام اصبح محمد بك ابو الدهب شيخ البلد رغم وصول خليل باشا والي علي مصر 8يونيو 1773م ولكن لم يكن له في الولاية الا الاسم والعلامة علي الاوراق وكان التصرف الكلي للأمير الكبير محمد بك ابو الدهب والامراء واعيان الدولة
13 علاقات علي بك الكبير الخارجية كانت له علاقات بكل من روسيا و انجلترا و البندقية علاقته مع روسيا حيث كانت روسيا تشجع الخارجين عن الدولة العثمانية و لكن دون استراتيجية واضحة حيث كانت تتخلي عن حلفائها بمجرد عقد هدنة مع الدولة العثمانية لقد عاني علي بك من هذا الموقف الروسي علي الرغم انه اعطي الاسطول الروسي تسهيلات في الموانئ المصرية والموانئ الشامية بالتعاون مع الشيخ ظاهر العمر التحالف الروسي مع علي بك و ظاهر العمر وسيطرة الاسطول الروسي علي الحوض الشرقي للبحر المتوسط قد اضاف عامل جديد بالإضافة للعوامل المحلية الاخرى لاضطراب التجارة الخارجية لمصر والشام وبقية اقطار المشرق العربي علاقته مع انجلترا والبندقية كان هدفه هو اعادة فتح طريق التجارة الهندية عبر البحر الاحمر و مصر ساعدت انجلترا علي بك بطريقة غير مباشرة في حركته لفتح الطريق امام التجارة الانجليزية البندقية لم تقدم اي مساعدة علمية لعلي بك انتهت حركة علي بك الكبير في مصر كعصبية محلية ولم يدافع المصريين عن هذه الحركة عندما انهارت بمقتل علي بك نفسه حمل المصريين نفقات حروبه الخارجية ومشروعاته الداخلية
14 ظل محمد بك ابو الدهب شيخا للبد حتي توفي عام 1775 م خلفه اسماعيل بك الي ان توفي 1778 لم تستفد مصر من حكم هؤلاء البكوات بل تحمل شعبها عبء الارهاق وشغف العيش لدفع الاموال المطلوبة للصراع بين البكوات المماليك التجار الاجانب عانوا من تعسف المماليك الذين اساءوا معاملتهم وارهقوهم بالضرائب مما ادى الي اغلاق البيوت التجارية الاجنبية في القاهرة والاسكندرية كانت مصر ضعيفة عسريا و اقتصاديا ولم يعد باستطاعتها المقاومة و مدافعه الغزو الاجنبي ظهر هذا الضعف عندما جاءت الحملة الفرنسية 1798م وظل الامر علي هذا الحال حتي بعد خروج الحملة الفرنسية في الفترة التي عرفت بأسم فترة الفوضى حتي اصبح محمد علي واليا علي مصر 1805م نهاية حركة علي بك
15 سك النقود في عهد علي بك الكبير بعد ان انفرد بالحكم سك عملة فضية جعل علي احد وجهها طغراء باسم السلطان « مصطفي الثالث» وعلي وجهها الثاني نقش عبارة عن ضرب في مصر 1183م اشارة الي السنة التي نجح فيها بالانفراد بال سلطة قام علي بك الكبير ب سك النقود لرغبته في السيطرة المباشرة علي الضربخانه
16 لم يعلن علي بك الكبير علي الاستقلال او الانفصال عن الدولة العثمانية فقد كان هناك بعض الروابط بين مصر والدولة العثمانية وبقيت هذه الروابط علي الرغم ما بينهم من حروب. فأن الحرب التركية الروسية فاجأت علي بك الكبير قبل ان يتم استعداده و ان بقاء هذ الروابط الي ان الحركة لم تكن سوى ثورة واسعه النطاق وكان غرضه منها الانفراد بالحكم في مصر ولا بأس من بقاء مصر تابعه للدولة العثمانية
17 مصر تحت سيطرة الاتراك شاهد هذا العهد في مصر وجود سلطات ثلاث : الباشا و الاوجافات و المماليك كانت حكومة الاستانة تكثر من تولية الباشوات وعزلهم وكانوا علي خلاف مستمر مع رؤساء الاوجافات فقد اتفق الجميع علي اغفال تام للباشا وشأنه فقد كان يقابل عند حضوره الي مصر لاستلام نصيبه بكل حفاوة واحترام ظاهرين في مبدأ الامر حتي اذا استقر به المقام قليلا بدت له الحقيقة الواضحة انه مسلوب السلطة و النفوذ الفعلي وان في مقدور رؤساء الاوجافات او المماليك انفسهم