قالَ أبو حفصٍ الأنْدَلُسِيُّ: ما أعْجَبَ شأنَ القلمِ، يشربُ ظُلْمةً ويلْفِظُ نورًا !
أول المخلوقات : قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ، قَالَ: رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ) رواه أبو داود أول من كتب بالقلم : قال النبي صلى الله عليه وسلم عن إدريسَ عليهِ السلامُ أنَّه أولَّ من خطَّ بالقلمِ” صحيح ابن حبان
أدوات الكتابة الجِلْدُ: الأديم: هو الجلدُ الخارجيُّ للحيوانِ. الرَّقّ (هو البِطانةُ الداخِليَّةُ من الجلدِ، يُرَقَّقُ ويُكْتَبُ عَلَيهِ.) ميزته: يُكتبُ عَليهِ على الوَجْهينِ، يَثْبُتُ المِدادُ عليه، يُمْكِنُ تَصْحِيحُ الخطإِ ، لا يَتمَزَّقُ، طويلُ العمرِ. الحجارة الرقيقة . عُسْب النَّخيل (الجَرِيد).
عظام الإبل والغنم: خاصة الكتف. البناء: ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدخلِ الكعبةَ يوم الفتحِ حتى أمرَ بالزخرف (النقوش والتصاوير) فمُحِي، وأمر بالأصنامِ فكُسرتْ. ورقُ البردِي عرَفَهُ المسلمون بعد فتح مصر. ظهرت صناعةُ الورقِ في عصرِ هارونَ الرشيدِ الخليفةِ العباسيِّ .
القــــــلـــم كانت الأقلامُ العربيةُ الأولى تُصْنَعُ مِن السَّعْفِ والقَصَبِ، فكان يُبْرَى، ثم يُغْمَسُ في المدادِ ويُكْتَبُ بهِ. اللونُ يسمى: المِداد (يمُدُّ القلمَ ويعينُه)، أو الحِبر (يحبُرُ الخطَّ) صنع العرب المداد من الدخانِ (الكربون) والرمادِ والصمغِ.
نصوصٌ ذَكرَتْ أدواتِ الكتابةِ قال زيدُ بن ثابتٍ :" ... فجعلتُ أتَتَبَّعُ القرآنَ منْ صدورِ الرجالِ، ومن َ الرقاعِ ومن الأضلاعِ ... " وقال: "لمّا نزلتْ هذه الآيةُ {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} دعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالكتفِ ، ودعاني، وقال: "اكتبْ". وكان الإمامُ الشافعيُ يكتبُ على العظامِ .
﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴾ وقد أقسم الله - تعالى - بالكتابة، آلتها وفِعلها، وهو - سبحانه - لا يُقسِم إلا بعظيم. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا قَضَى اللَّهُ الخَلْقَ، كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ: إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي رواه البخاري ومسلم
الكتابة مرحلة بين ما قبل التاريخ والتاريخ! فبها تسجيل الأفكار و نَقْلُ المعرفةِ والعُلومِ و حِفْظُ المعْلُوماتِ و الحُقوقِ أهمية الكتابة:
ليسَ فيها تعبيرٌ كاملٌ عنِ الصوتِ قدْ يأتِي رَمزٌ لا يُقابِلُهُ صَوْتٌ ( مثلُ الألفِ بعدَ واوِ الجماعةِ : قالُو اْ ) قد يأتي رمزٌ يُنْطَقُ على غَيرِ الْمَعْرُوفِ لَهُ ( مثلُ الإمالةِ: ) - قد يأتي صوتٌ ليسَ له حرفٌ مكتوبٌ ( مثل: مد الصلة/ الهمزة في اللغة الإنكليزية) مشاكِلُ الكتابةِ
الكتابة التصويرية يروي هيرودوت حادثة جرت حين أراد الفرس قتال الأسقوثيين فأرسل الأسقوثيون له رسالة فأولها مستشارو ملك الفرس بأن يقصدوا الحرب، إذا لم تختفوا في السماء كالطيور أو تتواروا في الأرض كالفئران أو تختبئوا في الماء كالضفادع فإن الموت بانتظاركم لم يقتنع الملك بآراء مستشاريه, حيث فهم رموز الرسالة بأنهم يضعون أنفسهم تحت سلطة الملك ويقدمون له السماء والأرض والماء وأنهم قد استسلموا فأهلك جيشه.
الكتابة الهجائية وهي محل دراستنا ومعناها تخصيص رمزٍ ما ليعبر عن أحد الأصوات
التَّسَلْسُلُ التَّاريخِيُّ للكتابةِ العربيةِ
المعلوماتُ عن تاريخ الجاهلية بصفة عامة ضعيفة في الكتابة أو في غيرِها عُثِرَ على نقُوشٍ كتابيّةِ في أطْرافِ الجزيرةِ العربيةِ أفادتْ في وَضْعِ نَظريَّةٍ مقبولةٍ عنْ ظهورِ الكتابةِ قبلَ الإسلامِ .
الفينيقِيُّون أولُ مَن اختَرعَ الكتابةَ بصوتِ الحرفِ وليس بالصورةِ أو المقطعِ؛ كلُّ حرْفٍ يُعَبِّرُ عن صوتٍ . أقدم النقوش الفينيقية تعود إلى عام 1000 ق . م. عثر عليها منقوشة على الحجر والفخار والبرونز وفي عدة بلدان كفلسطين وقبرص. الكتابة الفين ي قية (بلاد الشام)
الكتابة الآرامِيَّة (سوريا) (8 ق.م) كانت تتكون من حروفٌ ساكنةٌ بدونِ حروفِ علةٍ
الكتابة النَبَطِيَّة (3 ق.م) ا للغة العربية النَبَطية هي لغة سامية عربية تتبع لهجة من لهجات اللغة العربية الشمالية القديمة وكان شعب الأنباط في شمال شبه الجزيرة العربية يتكلم بها ويستخدمها للتدوين. رَحَل الأنباط إلى مناطقِ الآرامِيِّينَ جنوبَ الشامِ في بترا ف تأثرت لغتهم بالآرامية
أداةُ التعريفِ في الخطِّ النَبَطي هي الألفُ الممدودةُ بنهايةِ الاسمِ. الضمائرُ المنفصلةُ والمتصلةُ واستعمالُ الضميرِ المنفصلِ للمؤنثِ (هي ) وللمذكرِ(هو)، والهاء للغائب و( نا ) لجمع المتكلمِينَ. أوزانُ الأفعالِ النبطية تُشبهُ أوزانَ الأفعالِ العربيةِ. استعمل الأنباط كلمة (آل) و(بنو) بالنسبة للقبيلة. عددُ الحروفِ بالخطِّ النبطيِ اثنان وعشرون حرف. تبدأ من اليمينِ إلى اليسارِ مثل الكتابة السامية. ليس فيها تَنْقِيطٌ. إسقاطُ حرفِ الألف من بعض الأسماء مثل (حرث) بدلا من (حارث).
قيل إن أقدم خط عربي وُجد في اليمن، ويقال له المسند، وقد أخذه الفينيقيون وأدخلوا عليه بعض تغييرات، هذا هو رأي المحققين الذي عوَّلوا عليه أخيرًا بعد أن كان العلماء يظنون أن الفينيقيين هم الذين سبقوا الأمم كلها إلى الكتابة.
خط الجَزْم كان في شمال شبه الجزيرة وتأثر بالكتابة النبطية وبخط المسند الحميري
نقش أم الجِمال (270 م) دل ائ ل تطور الخط العربي من ال نبطي «هذا شاهِدُ قبرِ فهرٍ بنِ سالي قائدِ (أو مُرَبِّي) جذيمة ملك تنوخ».
(شرق جبل الدروز سوريا - في متحف اللوفر حاليا) نقشُ النَّمارة أو حَجَر نمارة عام 328 م
نقش له أهمية تاريخية ولغوية، ويعد نقطة التحول من الخط النبطي ذي الملامح الآرامية إلى الخط العربي الحجازي الذي ابتعد عن أصله وتميز بخصائص جديدة جعلت منه خطا مستقلا، صار له بعد ذلك شأن عظيم، لكتابة القرآن الكريم به .
إبرهيم (إبراهيم) بن مغيرة الأوسي. - أرسلني الحرث (الحارث) الملك على سليمن (سليمان) مسلحة سنت 423 نقش جبل عسيس 512 م
الميسر في علم رسم المصحف وضبطه أد غانم قدوري
قال الدكتور عمر فروخ ( أديب ومعلم ومحقق لبناني (1987) حقق العديد من كتب التراث . وكان من أشد المدافعين عن العربية الفصحى) : " ومع أنّ عربَ الجاهليةِ لم يكونوا أهلَ كتابةٍ، فإنّ الكتابةَ عندهم لم تكن نادرةً كما يميل بعضهم، لقد كان العربُ يكتبون بينهم العقودَ والمواثيقَ، ويكتبون الرسائلَ في بعض الأحوالِ، ويبدو أن الشعراءَ كانوا يدونون أشعارهم أيضًا، ومع أنّ الكتابةَ معروفةٌ في الجاهليةِ، فإنها لم تكنْ مألوفةً، وخصوصًا في الباديةِ" الكتابة قبل الإسلام (الجاهلية)
١- ورقةُ بنُ نَوفل كان يكتبُ العربيةَ والعبرانيةَ. ٢- كتابُ المقاطعةِ الذي وضعَه المشركون في جوفِ الكعبةِ. ٣- خطابٌ في خزانةِ الخليفةِ المأمونِ بخطِّ عبدِ المطلبِ، ذكر فيه حقَّه عند رجلٍ من حِمْيَرٍ. الروايات التي تُشيرُ إلى وجود الكتابة قرب دخول الإسلام :
٤- جاء الإسلام وفي مكةَ منْ يكتبُ (قيل سبعة عشر رجلا) (قيلَ أنَّ أولَ من علَّمَ العربَ الكتابةَ هو حربُ بنُ أميةَ (أبو أبي سفيانَ رضيَ اللهُ عنه)، وقد تعَلَّمها من بشرِ بنِ عبد الملكِ العبَّادي من أهلِ الحيرةِ وهم تعلَّموها من أهلِ الأنبارِ) ٥- وفي المدينةِ كان هناك من يكتبُ ٦- كان بعض يهودِ المدينةِ يكتبونَ العربيةَ ويعلمونَ صبيانَ العربِ الكتابةَ. ٧- كان فداءُ الأسيرِ بعدَ بدرٍ تعليمَ عشرةً من أبناءِ المسلمينَ.
32 أهميته: تسهيل دراسة الحروف ترتيب المعاجم ١- الترتيب الأبجديّ ٢- الترتيب الألفبائيّ ٣- الترتيب الصوتيّ ترتيب الحروف سبب ظُهوره: ظهور الكتابة
أَبْجَدْ هَوَّزْ حُطِّي كَلَمُنْ سَعْفَصْ قَرَشَتْ ( 22 حرفا ) ثَخَذْ ضَظَغْ (6 أحرف) من السامية القديمة الروادف لم تكن في السامية أضافها نصر بن عاصم (ت 89 ) هـ التــــرتيــب الأبجــــدي سُمِّيَت الحروف الأبجَدِيَّة نسبةً إلى كلمة (أبجَد) - لم تستخدم في ترتيب المعاجم
قيلَ: - هي أسماءُ ملوكِ مدينَ قومِ شعيبٍ الذين هلكوا يومَ الظُّلةِ، وهم مَن وَضعَ الخطَّ العربيَّ (السيوطي) - هي أسماءُ الأيامِ الستةِ التي خلقَ اللهُ فيها الدنيا. والصواب أن هذه ليست أسماء لشيء ما، وإنما أُلِّفت ل سرد الحروفِ وللْعدِّ قبلَ استخدام الأرقامِ الهنديةِ. من أين جاء هذا الترتيب؟
رب = 202 ريح =218 شعب = 372 هو حساب قديم بالتعبير عن الأرقام بالحروف، فكانوا يعطون لكل حرف رقماً استخدمه المسلمون في العلومِ، الأوزانِ، تاريخِ الحروبِ، الوَفَياتِ... من الأفضل عدم تطبيقه على القرآن؛ لأنهم يبنونَ عليه غيبياتٍ وأمورا بلا دليلٍ شرعي
- في «مقدمة ابن الجزري» ذَكرَ عددَ أبياتِ قصيدتِه بطريقةٍ لطيفةٍ: أبياتُها قافٌ وزايّ في العددِ مَنْ يحسنُ التجويدَ يظفرُ بالرشدِ القاف = 100، والزايّ = 7 المجموعُ «107»، وهو عدد أبيات قصيدته حين مات الدّلنْجاويّ ال شاعر قال صديقه : ماتَ الشعرُ بعـْدَهُ (40+1+400+1+30+300+70+200+2+70+4+5) = (1123)، وذلك يعني أن الشاعر الدلنجاوي توفي في عام 1123 للهجرة. أمثلة لاستخدام حساب الجُمَل
طُرْفَة عندما توفي السلطانُ الظاهرُ برقوق ، قال أحدهم: «مات السلطان برقوق في المِشمشِ »، (80+10+1+30+40+300+40+300) = 801، وبالتالي فتكون العبارة: أي أنه مات في 801 هجرية
- هو ترتيب مبنيّ على المشابهةِ بين الحروفِ في الشكلِ، والرسمِ، و هو المستعمل عادة في المعاجم العربيةْ. - ظهر مع إعجام الحروف: الإعجام لغة: أعْجَمَ – يُعْجِم – إعجاما بإضافة الهمزة للإزالة أي إزالة العُجْمة واصطلاحا: إزالة استعجام الكتاب بالتنقيط لعدم وقوع اللبس في قراءة الحروف متشابهة الرسم قام به: على يدِ نصرِ بن عاصمٍ، ويحيى بنِ يعمُر، في زمن الخليفة عبد الملك بن مروان. الترتيب الألفبائي (الهجائي)
الترتيب الصوتيّ يعتمد على تدرُّج الأصوات في المخارجِ من الحلقِ إلى الشفتينِ. - رتب الخليل بن أحمد صاحب معجم العين ال حروف ترتيبًا صوتيًـا: ع. ح. هـ. خ. غ. ـ ق. ك ـ ج. ش. ض ـ ص. س. ز ـ ط. د. ت ـ ظ. ذ. ث ـ ر. ل. ن ـ ف. ب. م ـ و . ا. ي ـ أ. - ترتيب سيبويه ء. ا. هـ. ع. ح. غ. خ. ك. ق. ض ج. ش. ي. ل. ر. ن ط. د. ت ص. ز. س. ظ. ذ. ث ف. ب. م ـ و. وهذا الترتيب المشهورُ في علمِ التجويدِ - ميَّز ابنُ الجزريِّ بينَ المديِّ (من الجوف) وغير المديِّ في الياء والواو (من وسط اللسان ومن الشفتين)
الرســــم العــــثمانـــي
الرسم لغة: الأثر، وقيل بقية الأثر الرسم اصطلاحا: تصوير الكلمة بحروف هجائها على تقدير الابتداء بها والوقف عليها مرادفات الرسم: الهجاء، الخط، والكتابة، والزبر والسطر، والرقم، والرشم بالشين المعجمة، وغلب مصطلح الرسم على خط المصاحف علم رسم المصاحف: بحكم موضوعه هو أحد علوم القرآن، لذا عرَّفوه بأنه: علم تعرف به مخالفة رسم المصاحف العثمانية لأصول الرسم القياسي، من حذف وزيادة وبدل وفصل ووصل، ونحو ذلك.
الرسم العثماني هو الطريقة التي ارتضاها عثمان بن عفان وأصحابه رضي الله عنهم في كتابة كلمات القرءان الكريم، ورسم حروفه في المصاحف التي أرسلها إلى الأمصار. جمهور العلماء أن الرسم العثماني أمر توقيفي، وأنه يجب الالتزام به في كتابة المصاحف، ولا يجوز مخالفته لأنه الرسم الذي ارتضاه الصحابة وأجمعت عليه الأمة؛ ومن الأدلة على ذلك ما روي عن الإمام السخاوي بسنده: (أن مالكًا رحمه الله سئل: أرأيت مَن استكتب مصحفًا، أترى أن يكتب على ما استحدثه الناس من الهجاء اليوم؟ فقال: لا أرى ذلك، ولكن يكتب على الكَتْبة الأولى). الرســــــم العثمانــــي
فوائد دراسة علم رسم المصحف أن يكون القارئ على يقين أن الذي يقرؤه هو القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه ﷺ بلا لأن المصاحف العثمانية تستند إلى صحف أبي بكر الصديق، التي جمع فيها زيد بن ثابت ما كتب بين يدي النبي ﷺ من القرآن الكريم. معرفة القراءة الصحيحة من الشاذة؛ لأن موافقة القراءة للرسم تعد أهم أركان القراءة الصحيحة بعد ثبوت الرواية وصحة النقل.
فوائد دراسة علم رسم المصحف يمثل رسم المصاحف مرحلة من مراحل تطور الكتابة العربية التي انبنى عليها تراثنا العلمي والحضاري، ويتوقف فهم كثير من خصائصها على الوقوف على خصائص ذلك الرسم، الذي يحمل في طياته شواهد لغوية كثيرة تحكي ما كانت عليه العربية في عصر تنزيل القرآن وفي العصور السابقة. يرتبط برسم المصحف علم الضبط، الذي يعنى بالعلامات في الكتابة العربية، وهو علم نشأ في أحضان المصحف، ولا يمكن فهم هذا الجانب من الكتابة العربية في معزل عن علم رسم المصحف وضبطه.