محاور العرض توطئة تعريف المهنة المراجع المعتمدة تعريف الاخلاق و الاخلاقيات مفهوم المهننة معايير المهنة مراحل المهننة تعريف أخلاقيات المهنة أهمية أخلاقيات المهنة عوامل الاهتمام بأخلاقيات مهنة التدريس دواعي الاهتمام بأخلاقيات المهنة في المجال التربوي
أهمية و تجليات اخلاقيات المهنة في الوسط المدرسي خاتمة الاتجاه نحو أخلاقيات مهنة التدريس محاور العرض
المراجع المعتمدة المادة 18 من الميثاق الوطني للتربية و التكوين المدرسة والسلوك المدني اشغال المجلس الاعلى للتعليم ماي 2007 السلوك المدني وثائق مرجعية وزارة التربية الوطنية 2008 الم ذ كرة 64/2004 ميثاق حسن سلوك الموظف العمومي الم ذ كرة 09/2008 تنمية السلوك المدني بالمؤسسات العمومية الم ذ كرة 007/2017 تفعيل مشروع الارتقاء بالعمل التربوي داخل المؤسسات التعليمية الم ذ كرة 64/2016 الارتقاء بالحكامة الادارية بوزارة التربية الوطنية و التكوين المهني الم ذ كرة 093/2017 العناية بالهندام اخلاقيات مهنة التعليم في الفكرالتربوي الاسلامي لعبد العزيز بن عبد الرحم ا ن المحميد عروض سابقة
إن الأخلاق هي مادة بناء كل أمة، وأساس تقدمها، ورمز حضارتها وثمرة عقيدتها ومبادئها وتتفاوت الأخلاق بـين الأمم قليلا أو كثيرا، بيد أنها تتقارب إلى حد ما بحكم ما بينها من قواسم مشتركة، وقد تكون هذه القواسم دينية أو اعتبارات إنسانية، ويعد السلوك السليم من السمات الشخصية الطيبة التي ينبغي أن يتمتع بها كل إنسان ضمن المنظمة التـي ينتمـي إليها. ودراسة أخلاقيات المهنة ما هي إلا دراسة للواقع الذي يفرض نفسه بحق، فهي دراسة عالمية لا تحدها حدود ثقافيـة ولا مادية، فالاحترام والمسؤولية والعدالة والأمانة والتعاطف قيم لا يعارضها أحد. توطئة
الاخلاق في اللغة جمع خُلق ، والخُلق كما ورد في القاموس المحـيط للفيروز أبادي هو السجية والطبع والمروءة والدين ، والاخلاق بمعنى الدين تكون عبارة عن نظام من العمل غايته تحقيق الحياة والخير ونمط من السلوك مع النفس والغير من حيث مـا يجـب ان يكون عليه هذا السلوك ، كما انها ليست جزء من الدين فحسب بـل جـوهره وروحهُ لان الدين في مضمونه عبارة عن الواجبات التي يلتزم بها الانـسان نحو الله سبحانه ونحو نفسه وغيره من المخلوقات . الاطار المفاهيمي الاخلاق لغة
أما بمعنى السجية والعادة والمروءة فتعني تأكيد الغاية من الفعل الخير وترسيخهُ في السلوك الانساني حتى يصبح عادة ، في صدر عن الانـسان مـن غير تكلف ولا مراجعة ، وحتى يكون الخلق للصورة الباطنة اشبه في استمراره ورسوخه بالخلق للصورة الظاهرة . إن كلمة الأخلاق Ethical تعني التوافق مـع معـايير أو قـيم سلوك أو أدب يختص في الغالب بالمهن وهذهِ اللفظة نفسها تستخدم كصفة بينما Ethicality تستخدم كاسم وجاء في قاموس اكسفورد أن لفظة Ethics تعني المبادئ الادبية وقواعد السلوك ، وهذا ما ذهبت اليه اللغة وبعض القواميس المعتمدة في وصف الاخلاق . وكلمـة " "Ethics تحمـل معنييــن أولهمــا علــم الاخــلاق أو الآداب – Science of morals وثانيهمــا مضـمون وعمــق الاخـلاق أو الآداب Moral Soundness الاطار المفاهيمي الاخلاق لغة
والتعريفات الاصطلاحية قريبة من المعنى اللغوي الاّ انها تعددت نظراً لاخـتلاف مفهـوم الاخـلاق بـين الاتجاهات والمذاهب المختلفة فمثلاً عرفها بعض الفلاسفة وعلماء النفس بأنها " الاخلاق " حال للنفس، داعية لها الى افعالها من غير فكر ولا روية وهذه الحال تنقسم على قسمين : منها ما يكون طبيعيـاً مـن اصـل المزاج ، كالإنسان الذي يحركه ادنى شيء نحو الغضب ، ومنها مـا يكـون مستفاداً بالعادة والتدرب وربما يكون مبداه بالروية والفكر ، ثم يستمر عليـه اولاً فأول حتى يصير ملكةً وخلقاً . الاطار المفاهيمي الاخلاق اصطلاحا
فالخلق اذاً ، صورة او حالة للنفس حين تصدر عنها افعالهـا فـي سهولة ويسر ، سواء أكان مصدر هذا الخلق الطبع أم التكرار حتى يصير عادة ، غير انه يرد على هذا التعريف ، ان للنفس قوى ووظائف متعـددة ، ففيها الغرائز والميول ، والعواطف والوجدان والادراكات المختلفـة ، مـن تذكر وتخيل وتفكر وكل تلك القوى تتقلب بينها النفس الإنسانية ويـصـعد عنها اثارها المختلفة في سهولة ويسر . وقد عرف الغزالي الخلـق تعريفـاً يتضمن عنصرين مع بيان معياره ، حيث عرفه بأنه "عبارة عن هيئـة فـي النفس راسخة ، تصدر عنها الافعال بسهولة ويسر من غير حاجة الى فكـر وروية " . الاطار المفاهيمي الاخلاق اصطلاحا
الأخلاقيات الاطار المفاهيمي هي مجموعة من الآداب والقيم أو القواعد التي تعتبر صوابا بين أصحاب مهنة معينة. و كلمة أخلاقيات تعني: "وثيقة تحدد المعايير الأخلاقية والسلوكية المهنية المطلوب أن يتبعها أفراد جمعية مهنية ، وتعرف بأنها بيان المعايير المثالية لمهنة من المهن تتبناه جماعة مهنية أو مؤسسة لتوجيه أعضائها لتحمل مسؤولياتهم المهنية." ولكل مهنة أخلاقيات وآداب عامة حددتها القوانين واللوائح الخاصة بها .
مفهوم المهنة لغة : العمل ، والعمل يحتاج إلى خبرة ومهارة. واصطلاحاً: مجموعة من الأعمال تتطلب مهارات معينة يؤديها الفرد من خلال ممارسات تدريبية . مفهوم الحرفة : لغةً : من الاحتراف ، وهو الكسب . واصطلاحاً : عمل يمارسه الإنسان يحتاج إلى تدريب قصير .
فالمهنة اذن هي مجموعة من الأعمال ذات واجبات مختلفة يمارسها الأشخاص خلال أدوار محددة لهم وفق أهداف مرسومة يعملون من أجل تحقيقها ويلتزمون أثناء ذلك بمجموعة من القواعد الأخلاقية تحكم سلوكهم المهني عندما يمارسون تلك المهنة ، وهي تختلف عن الحرفة التي هي عمل يدوي يمارسه العامل إما في ورشة أو في مؤسسة أو شركة ، ويمارسها دون حاجة إلى إعداد مسبق غالبا . مفهوم المهنة
معايير المهنة .1 توفر قاعدة علمية تستند اليها، وأن تشتق المهنة مادتها من العلم وتربط النظرية بالتطبيق وتضع معرفتها موضع الممارسة العملية . .2 تتطلب المهنة عملاً عقليا وأساليب فنية مطورة . .3 وجود نظام تعليمي خاص بالمهنة . .4 اشتراطات مهنية يجب توافرها في العاملين بالحقل الاجتماعي . .5 تسعى المهنة إلى غايات عملية محددة . .6 تمتلك المهنة وسائل وطرائق وتقنيات خاصة يمكن تعليمها 7. تمتلك المهنة تنظيما داخليا ذاتيا محكما يوضح أهدافها وأساليبها، وقيمها الأخلاقية تجاه ممارسيها . .8 تتزايد باستمرار دوافعها الخيرية التي تستهدف الخير والمصلحة العامة .
مفهوم المهننة تدل المهننة ، في الدراسات السوسيولوجيا ، على مجموع العمليات التي تستهدف تحويل نشاط ما إلى مهنة اجتماعية منظمة، يحركها إنتاج موضوعات أو خدمات معينة، ولها إطارها التنظيمي والاجتماعي، وقواعدها ومتطلباتها الخاصة بالأداء المهني (الكفايات المهنية، وجودة الإنتاج والمنتوج...) نوعا من الإدماج الاجتماعي داخل حقل معين ذي نشاط اقتصادي أو اجتماعي أو ثقافي أو تربوي، وعبر ذلك، داخل ديناميات أوسع لهيكلة الأنشطة الإنتاجية والخدماتية، وتقنين العلاقات والتبادلات الاجتماعية بين مجموعات الفاعلين في مختلف القطاعات المهنية، وتوسيع لحمة التماسك داخل المجتمع.
مراحل المهننة تشكيل جماعة اجتماعية للعمل، ذات وضع اجتماعي واقتصادي، ومستقلة نسبيا من حيث معارفها وكفاياتها، وأدائها المهني، وتنظيمها، ويتقاسم أعضاء هذه الجماعة قاعدة مشتركة من المعارف الأساسية القابلة للإغناء والتجديد، والكفايات، و الحقوق كما ينظم عملهم ميثاق أخلاقي و اجتماعي تكوين هيئة مهنية عبر سيرورة تندمج فيها عمليات التكوين بالبنيات الاجتماعية والاقتصادية للعمل ، وغالبا ما يميل أعضاء هذه الهيئة المهنية إلى التنظيم الذاتي، والدفاع عن الاستقلالية المهنية وحمايتها، وضمان حقوقها، في إطار نسق من الحقوق والواجبات والميثاق الأخلاقي للمهنة.
مواكبة دائمة لنشاط هذه الهيئة وأدائها المهني، ضمانا للجودة والمرونة في العمل والانتاج. وترتبط الحياة المهنية لهذه الهيئة بمسار مهني، فردي وجماعي، داخله تنبني هويتها المهنية باستمرار في إطار التكوين الأساس والمستمر والتنمية المهنية. ويرتبط هذا المسار باعتراف مؤسسي (الإشهاد بمختلف أنواعه)، واجتماعي (الطلب الاجتماعي). مراحل المهننة
تعريف أخلاقيات المهنة هي مجموعة القيم والنظم المحققة للمعايير الإيجابية العليا المطلوبة في أداء الأعمال الوظيفية والتخصصية، وفي أساليب التعامل داخل بيئة العمل، ومع المستفيدين، وفي المحافظة على صحة الإنسان، وسلامة البيئة .
أهمية أخلاقيات المهنة تعتبر أخلاقيات المهنة من المواضيع المهمة في العملية المهنية وجميع المؤسسات سواء المهنية أو التعليمية الأكاديمية والتأهيلية وغيرها، بحيث يتوجب على الجميع معرفة هذه الأخلاقيات المهنية والعمل بها ؛ لأنها تعتبر القاعدة الأساسية في بناء العلاقات المهنية المختلفة في المؤسسات المهنية.
أهمية أخلاقيات المهنة بالنسبة للموظفين تساهم في تشكيل شخصيته المهنية في المكان الذي يقوم به بأداء واجباته المهنية المختلفة. تعتبر من الأسس التي يتم من خلالها تقييم سلوك الموظفين في العمل في جميع المواقف والظروف الخاصة بالعملية المهنية، وتقوم بتحديد وتمييز الإيجابيات والسلبيات في العملية المهنية. تعتبر بمثابة وقاية للموظف من السلوكات والقيم السلبية ، وتزيد من ثقته بنفسه وعاداته المهنية الإيجابية. تعتبر من المثيرات التي تساعد على قدرة الموظف على صنع واتخاذ القرارات المهنية المتعلقة بالأمور المهنية.
أهمية أخلاقيات المهنة بالنسبة للمجتمع تساعد في التقليل من السلوكيات والأنشطة السلبية غير المنصفة بين الأشخاص، بحيث يأخذ كل ذي حق حقه من النواحي والمجالات المهنية المختلفة. تكون بمثابة القاعدة الأساسية لتنمية وزيادة الرضا المهني بين الجميع وخاصة زملاء العمل المهني بين المؤسسات المهنية المختلفة. يكون بمثابة توضيح للفرد لجميع القواعد والقوانين المهنية لأي وظيفة يرغب بالانتماء إليها.
الاهتمام بموضوع أخلاقيات المهنة في المجال التربوي ان البعد الأخلاقي اضمحل في العقود الأخيرة، بحيث أن الظروف الراهنة فرضت قيما أخرى غير القيم الأخلاقية، فسادت النزاعات المادية على العقول والنفوس، ولم تعد ظروف العيش تضمن للمدرس الاطمئنان على مستقبله ومستقبل أفراد أسرته، فبدأ مركزه الاجتماعي يتقلص في العقود الأخيرة بفعل عدة عوامل وضغوط، واهتزت مكانة المدرس في المجتمع، وانتقلت من التقدير والاحترام إلى الحذر واللامبالاة والاحتقار، وتتجلى هذه العوامل والضغوط في:
الاهتمام بموضوع أخلاقيات المهنة في المجال التربوي تراجع التوجه المثالي الأخلاقي أمام طغيان التوجه المادي البرغماتي (النفعي)، وسيطرته على العقول والنفوس. صعوبة الجمع بين المبادئ والمصالح. تزايد الحاجة إلى المدرسين نتيجة الانفجار الديموغرافي وتشجيع التمدرس خاصة في العالم القروي، مع اختلال عملية انتقاء المدرسين. الوقائع اليومية والموسمية (الامتحانات مثلا) التي تفرز مجموعة من الاتهامات الموجهة إلى رجال التعليم، دون أن ننسى ما تبثه وتنشره وسائل الإعلام بين الفينة والأخرى من فضائح وممارسات منحرفة (عنف، عقوبات بدنية، غش، تغيبات متكررة...). ظاهرة الساعات الإضافية، وما تشكله من استغلال بشع للتلاميذ وأوليائهم.
الوعي المتنامي والإجماع الموضوعي لكافة مكونات المجتمع على بعث ثقافة أخلاقية جديدة، مبنية على مبادئ النزاهة والاستقامة والتفاني و الإخلاص في خدمة الصالح العام. صدور مذكرة وزارية الوطنية وتكوين الأطر رقم 60-1350 حول موضوع إدراج أخلاقيات المهنة ضمن مقررات التكوين،، بتاريخ 28 نونبر 1996. وكذا قرار وزير التربية الوطنية رقم 99-797 بتاريخ 26 محرم 1420 (13 ماي 1999) صدور مراسلة عن مديرية المناهج، قسم برامج تكوين الأطر، حول إدراج موضوع " أخلاقيات المهنة " ضمن المواد التكوينية بالسنة الأولى بمراكز تكوي أساتذة التعليم الابتدائي. الاهتمام بموضوع أخلاقيات المهنة في المجال التربوي
عوامل الاهتمام بأخلاقيات مهنة التدريس تتجلى أهمية دراسة موضوع أخلاقيات المهنة في تعزيز الممارسات الأخلاقية التي ينبغي أن تنعكس بشكل أكثر إيجابية في منهجية التدريس، وفي العلاقات التربوية بين مختلف مكونات الوسط المدرسي، و تساعد المدرس على : تكوين اتجاهات إيجابية نحو المهنة، إذ تبصره بالتزاماته الأخلاقية، وتوعيته بأبعاد الرسالة التعليمية التي يتحملها تجاه الفرد والمجتمع. تنظم علاقاته الإدارية الاجتماعية، وتدربه على أساليب التعامل اللائق مع مختلف مكونات المجتمع المحلي والوطني، معرف ة قواعد الانضباط الأخلاقية، والقدوة الحسنة، والتحلي بالضمير المهني والابتعاد عن الشبهات،
تحقيق الوعي بأهمية البعد القيمي الأخلاقي في مجال التربية والتكوين، وإشاعة ثقافة جديدة مبنية على أساس احترام مواثيق حقوق الإنسان وحقوق الطفل والأسرة دعم الارتباط بالمؤسسة والحفاظ على سمعتها وتفعيل دورها الإشعاعي، تنمية روح التواصل والتعاون والاحترام المتبادل بين مختلف الفرقاء عوامل الاهتمام بأخلاقيات مهنة التدريس
الاتجاه نحو أخلاقيات مهنة التدريس تنطلق أخلاقية المهنة أساسا من وجود اتجاه إيجابي نحو المهنة. فلا يمكن الاطمئنان إلى تشكل هذه الأخلاقية من دون وجود هذا الاتجاه. لذلك يبقى موضوع الاتجاه نحو مهنة التدريس الإطار العام لكل الاتجاهات والمواقف و التمثلات والإدراكات وتوقعات الأدوار في العملية التعليمية. إن ادماج آداب المهنة وأخلاقياتها، لا يمكن أن يتأتى بالوعظ والإرشاد بل بالإقناع والاقتناع . وهذا الاقتناع لا يتم إلا عبر الانخراط في ثقافة المؤسسة وقبول العمل فيها. لذا لا يمكن مطالبة رجل التعليم بالالتزام بأخلاقية المهنة ما لم يكن له موقف إيجابي من هذه المهنة.
الاتجاه السلبي نحو المهنة إن الاتجاه السلبي نحو مهنة التدريس وعدم الرضا عنها، يمكن أن يؤدي إلى الرفع من درجة العدوانية والانزواء والإحساس بالإحباط، وهي ردود فعل عصابية تؤثر سلبا على ممارسة مهام الفعل التعليمي ، وتؤدي إلى نتائج سلبية بالنسبة لعملية التعليم. فممارسة أية مهنة من دون وجود اتجاه إيجابي نحوها، غالبا ما يخلق الانحراف النفسي الذي هو ظاهرة نفسية تتميز بعدم الرضا على الذات وطغيان التشاؤم والتبريرية المرضية.
تجليات أخلاقيات المهنة على مدير المؤسسة إن مهنة الإدارة التربوية مهنة لها أصولها ومعاييرها وأخلاقها، يتولاها من يتقنها ويراعي أهميتها وضرورتها في المجتمع، وهي لا تعتمد في اختيار الشخص على المؤهل العلمي فقط بل من له علاقة أيضًا بوظيفة الإدارة التربوية وعملها، إن مدير المؤسسة لا بد أن يحرص على أخلاقياته المهنية من باب أولى، فالقواعد الأخلاقية ألزم لمهنة التربية والتعليم؛ نظرًا لتفاعلهما مع العقول والنفوس والأرواح، وليس مع الأجساد فحسب. تتجلى أهمية أخلاقيات مهنة مدير المؤسسة في تعزيز الممارسات الأخلاقية التي تنعكس بشكل أكثر إيجابية في منهجية العمل الإداري، وفي العلاقات التربوية بين مختلف مكونات الوسط المدرسي، كما أنها تكوّن لدى مديري المدارس اتجاهات إيجابية نحو المهنة، إذ تعمل على التوعية لأبعاد الرسالة الإدارية والتعليمية التي يحملونها تجاه الفرد والمجتمع، كما تعمل على تنظيم العلاقات الإدارية والاجتماعية، وتدربهم على أساليب التعامل اللائق مع مختلف مكونات المجتمع المحلي والوطني، ومعرفتهم قواعد الانضباط الأخلاقية، والقدوة الحسنة، والتحلي بالضمير المهني والابتعاد عن الشبهات، من أجل تحقيق الوعي بأهمية البعد القيمي الأخلاقي في مجال التربية، وتنمية روح التواصل والتعاون والاحترام المتبادل بين مختلف الموظفين وجميع من يتواصلون معهم انعكاس أخلاقيات مهنة التدريس في الوسط المدرسي
انعكاس أخلاقيات مهنة التدريس في الوسط المدرسي ا ن اتجاه المدرس الأخلاقي وسلوكه يحددان صورته لدى متعلميه ، وهذه الصورة التي يحملها هؤلاء المتعلمون عن مدرسهم تؤثر على نجاحهم وتطورهم ، فالمدرسون هم نماذج يقلدها التلاميذ بالدرجة الأولى، كما أن دورهم يتعدى ذلك إلى كونهم وكلاء لتنمية القيم، فدور المعلم ليس تعليميا فقط بل أخلاقيا أيضا، وهو يتولى مسئولية اتخاذ القرار باختيار القيم الأخلاقية التي يجب أن يعلمها تلاميذه، واستخدام أساليب معاملة التلاميذ التي تعزز القيم، وإتباع الأساليب التربوية والاستراتيجيات التي يجب أن يتبعها لغرس هذه القيم، وكذلك أساليب التقويم التي تتسم بالنزاهة والعدالة، وأساليب إدارة الصف المبينة على الأخلاق الحسنة ، ان تشبع المدرس بأخلاقيات المهنة يساعده على القيام بعملية التعليم بصورة سليمة، وفق مجالاتها الأربعة: السلوكية (الديموقراطية، العدل، الإخلاص، المواطنة، الالتزام...) والوجدانية ( الحلم، الود، الإنسانية، التفاؤل، التشجيع...) والسلوكي الوجداني ( العبر والقدوة داخل المؤسسة وخارجها) والمعرفية ( اكتساب ثقافة مهنية، إدارية، تنظيمية وعلائقية). تجليات أخلاقيات المهنة على الأستاذ و التلميذ
خاتمة ان الحاجة ماسة إلى العودة إلى الأخلاق واعتبار الغرض الخلقي هو الغرض الحقيقي في التعليم، فالعلم الذي لا يؤدي إلى الفضيلة والكمال لا يستحق أن يسمى علما، وإنه ليس من التعليم الاهتمام بالمعلومات فقط، بل الهدف تهذيب الأخلاق مع العناية بالصحة والتربية البدنية والعقلية والوجدانية وإعداد الناشئة للحياة الاجتماعية. فلا سبيل أمام منظومتنا التربوية للخروج من مأزقها الذي تعيشه سوى تحلي المعلم والمتعلم بما أسلفنا من أخلاق وقيم. مما يمكنهما من أداء واجباتهما على أحسن وجه وأكمل صورة بما يصلح العلاقات التربوية فيما بينهما، والمنظومة التربوية عموما.