تعريف علم نفس النمو * * " تهتم سيكلوجيا النمو بدراسة وتتبع مراحل النمو الفكرية والوجدانية والحسية الحركية عند الكائن البشري بهدف تحديد خصائص هذه المراحل وآلياتها المتنوعة التي توجه وتحدد مختلف السلوكات التي تصدر عن هذا الكائن " .(1) * يرى ولمان wolman إن النمو والارتقاء بالمعنى السيكلوجي " يعني الزيادة في التعقيد وتنظيم العمليات والبناء من الميلاد إلى الوفاة وذلك نتيجة كل من النضج والتعلم " .(2) * النمو حسب منظور بياجيه : " تطور موجه من قبل احتياجات داخلية للتوازن يتسم بنزوع العضوية نحو التكيف مع عالم الناس والأشياء ومع البيئة الاجتماعية والمادية " (3) * إن النمو النفسي – باعتباره علما ودراسة – يسعى إلى تحقيق هدفين رئيسين : 1- وصف سلوك الطفل في كل مرحلة من مراحل حياته . 2- معرفة أسباب التغيرات التي تطرأ على السلوك في مختلف مراحل النمو التي يجتازها الإنسان . (4 ) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عبد الكريم غريب : " المنهل التربوي معجم موسوعي في المصطلحات والمفاهيم البيداغوجية والديداكتيكية " الجزء الثاني الطبعة الأولى 2006 مطبعة النجاح الجديدة البيضاء ص : 789 . سلسلة التكوين التربوي العدد 1 مطبعة النجاح الجديدة البيضاء الطبعة الأولى 1994 ص : 65 . سلسلة التكوين التربوي العدد 1 مرجع سابق ص 67 . أحمد أوزي " سيكلوجيا الطفل نظريات النمو النفسي ومراحله . مطبعة النجاح الجديدة البيضاء 1998 ص : 9 .
قوانين النمو * يخضع النمو لقوانين عامة تتحكم فيه وأهمها : * النمو تغيير كمي وكيفي : فالتغير مثلا في حجم الأعضاء يتبعه تغيير في الوظيفة حيث تزداد قدرة الطفل على التحكم في أطرافه وضبط عضلاته . وإدراك هذه الخاصية يفرض على الآباء والمربين تحديد نوع التوجيهات والأوامر التي تصدر للطفل حتى تتناسب م ع نوع ومدى قدراته . * النمو عملية مستمرة ومنتظمة : فهو سلسلة متتابعة متماسكة من التغيرات تهدف اكتمال النضج . ولا تتوقف إلا إذا أعيق النمو بسبب خارجي . * سرعة النمو ليست متساوية : بمعنى أن هنالك فترات من النمو السريع وفترات من النمو البطيء . ففي فترة المهد يكون نمو الطفل سريعا ثم يبطئ . كذلك في مرحلة المراهقة نلاحظ تغيرات كبيرة ونموا مفاجئا في نواحي كثيرة . * تفاوت معدلات النمو : مثلا لا تتعدى قدرة الطفل الكلامية ثلاث أو خمس كلمات في نهاية العام الأول ثم تقفز في سن السادسة إلى 2500 كلمة لكن النمو اللغوي يتباطأ في هذه المرحلة لأن طاقة الطفل وحماسته للتعلم تنصرف إلى المهارات الجسمية النامية في هذه الفترة .
* يسير النمو من العام الى الخاص : مثلا في النمو الحركي يكون الشكل الأول هو الحركات العشوائية التلقائية ، وبنمو العضلات يصبح الطفل قادرا على الجلوس والمشي وتصبح حركاته خاصة و لها أهداف محددة ومقصودة . كذلك في النمو اللغوي تحل الكلمة محل الجملة في الأول ، ثم يبدأ بتركيب الكلمات وتكوين الجمل . * هناك فروق فردية في مختلف جوانب النمو : ويتحدد ذلك بالعوامل الوراثية والبيئية التي تؤدي إلى مجموعة من الفروق بين أ طفال في أعمار متقاربة من الناحية الجسمية أو العقلية أو الانفعالية . كذلك هناك فروق بين الجنسين حيث يتفوق الأولاد عموما على البنات فيما يتعلق بالوزن في السنوات الأولى . ثم يزداد وزن البنات ويتجاوز وزن الذكور فيما بين التاسعة والرابعة عشرة ، وذلك راجع الى سبقهن الى مرحلة البلوغ . *النمو عملية معقدة تتفاعل فيها كل الجوانب : لا يمكننا دراسة النمو من ناحية واحدة ، فالنمو الجسمي يؤثر في النمو العقلي .. وإذا أردنا أن نحسن تنشئة الطفل فعلينا أن نعتني بجميع مظاهر النمو جسمية وعقلية وانفعالية واجتماعية .... وذلك لتكوين شخصية ناضجة متكاملة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * د عبد الفتاح دويدار ، سيكلوجية النمو والاتقاء، دار النهضة العربية للطباعة والنشر - بيروت، صفحة 41 –45 .
العوامل المؤثرة في النمو * الوراثة : تقوم العوامل الوراثية بتحديد خصائص الكائن الإنساني البنائية والنوعية بحيث يشارك أفراد نوعه في جملة من الخصائص ويتميز عنهم في الوقت نفسه. والعوامل الوراثية كذلك هي المسئولة عن بعض الأمراض التي يصاب بها الشخص، وتنتقل العوامل الوراثية عن طريق الكروموزمات التي يبلغ عددها 46 كروموزوما . ويحصل الكائن الإنساني من خلال تكونه على 23 كروموزوما من أبيه ومثلها من أمه ، وهي المسئولة عن نقل الصفات الوراثية إليه . ومن الخصائص التي تعتبر الوراثة مسؤولة عنها الصفات الجسمية لدى الفرد كلون العينين والشعر وشكل الأنف والطول والوزن ، وغير خاف إن هناك بعض الاضطرابات العقلية التي تعتبر ناتجة عن الوراثة، كما هو الحال في الاعاقة الذهنية التي تعرف بالثلاثية الصبغية الناتجة عن اتحاد ثلاثة كروموزومات بدلا من اثنين في الزوج الحادي والعشرين ، ويلاحظ أن الشخص يتوفر على 47 كروموزما عوض 46 .
البيئة : أ - إن الحاجات المتوفرة ت فاوت شروط الحياة تنعكس ليس فقط على جوانب التغذية والتعليم والرحلات التي توسع المدارك المعرفية وتقوي القدرات العقلية، وإنما أيضا على جانب العلاقات الإنسانية ونوع الناس الذين يحتك معهم الطفل اجتماعيا وينشيء من خلال تفاعله معهم نظاما لغويا، . ب- موقع الطفل وترتيبه بين إخوته : يختلف نمو الطفل بحسب ما إذا كان طفلا وحيدا في الأسرة أو طفلا له إخوة، كما يتأثر نموه بحسب ما إذا كان ترتيبه بين إخوته الأول أو الثاني أو الثالث (...) كما أن العلاقة بين الإخوة فيما بينهم ليست سوى إعداد للأدوار التي سيقومون بها في المجتمع الكبير بغية ا لاندماج لاحقا. ج - طبيعة التنشئة الاجتماعية : إن أسلوب تعامل الوالدين مع الطفل وطريقة تنشئته له دور كبير في نموه وتطوره على صعيد الشخصية بوجه عام، فنضج شخصية الوالدين يؤدي إلى التعامل السوي والمتزن مع الطفل وخلق الظروف الملائمة لنموه في حين أن الطفل الذي يعيش في جو يحس فيه بالنبذ والرفض يشعر بعدم الأمن والوحدة فينشأ وهو غير قادر على تبادل العواطف ويميل إلى جذب انتباه غيره (...) . وهكذا فأساس كل أسلوب من أساليب التنشئة الاجتماعية يلعب دورا مختلفا في تطور الطفل وتكوين شخصيته وإكسابه أساليب وآليات سلوكية دفاعية مختلفة في الحياة . د - الثقافة العامة والخاصة التي يعيش فيها الطفل : إن الثقافة التي يعيش في سياقها الطفل تمارس بدورها تأثير ا على نموه وتطوره خاصة فيما يتعلق بتكوين اتجاهاته وقيمه.. ومعلوم أن لكل ثقافة موقف معين في قضية من القضايا التي تخص المجتمع ونمط حياته. وفضلا عن الثقافة العامة المميزة لمجتمع من المجتمعات فإن هناك ثقافة أخرى خاصة أو فرعية قد تميز فئة اجتماعية معينة داخل الثقافة العامة السائدة (...) وهي أيضا لها ثأثير في صياغة نظرة الإنسان إلى الحياة والوجود ومن ثمة تكسبه اتجاهات وقيما يسلك بمقتضاها تجاه الناس والأشياء والعالم. ـــــــــــــــــــــــــــــــ * - أحمد أوزي " سيكلوجية الطفل نظريات النمو النفسي ومراحله " مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء 1998 من صفحة 68 إلى 73 .
نظريات النمو نظرية التحليل النفسي عند فرويد؛ نظرية النمو المعرفي عند بياجيه ؛ نظرية التحليل النفسي الاجتماعي عن إريكسون.
لماذا الاستناد إلى ‘ النموذج النظري ’ : أداة منهجية لشرح وتفسير الظواهر والعلاقات القائمة بينها ، ولكل نموذج جهازه المفاه ي مي ومبادئ تفسيرية توضح العلاقة بين الظواهر والمتغيرات. وتعتبر النظرية مرحلة أخيرة في تحليل المعطيات المتعلقة بمجال معين وهي تقوم بوظيفة اختصار مختلف المراحل والمعطيات التي مر منها البحث العلمي في تفسير ظاهرة معينة . كما تقوم بإنشاء أنساق تفسيرية أو شبه تفسيرية بكيفية ملتحمة ونسقية. ويمكن اعتبار نظرية التحليل النفسي سواء مع فرويد أو في بعده ا الاجتماعي مع إريكسون وكذا النظرية التكوينية مع جان بياجي ه ، من أهم النظريات التي قاربت النمو وحددت مراحله وأغنت البحث السيكولوجي متجاوزة ظاهرة النمو إلى الابستومولوجيا والتربية والعلاج النفسي .
أ – نظرية التحليل النفسي مع فرويد : نظرية يغلب عليها الطابع البيولوجي ( منطلقها ) ؛ فالطفل حسب فرويد يولد وهو مزود بطاقة غريزية قوامها الجنس والعدوان وهي ما أطلق عليه اسم " اللبيدو " وهذه الطاقة تدخل في صدام مع المجتمع، وعلى أساس شكل الصراع ونتيجته تتحدد صورة الشخصية في المستقبل. إن النضج البيولوجي هو الذي ينقل الطفل من مرحلة إلى أخرى على المستوى سيكولوجيا الذات. لكن طبيعة المواقف التي يمر بها (الاحتكاك/المواجهة) هي التي تحدد النتاج السيكولوجي لهذه المراحل، ومدى انتظام سير الطاقة في خطها المرسوم أو تعثرها وتخلفها .
ب - نظرية النمو المعرفي ، بياجي ه : يسلم بياجي ه بأن الأطفال يرثون اتجاهين أساسين : التنظيم ؛ وهو الاتجاه إلى ترتيب وتنظيم العمليات في أنساق متماسكة (ذهني/عقلي)، والتكيف ؛ وهو الاتجاه إلى التوافق مع البيئة (جسدي، سلوكي) . وكما أن عملية الهضم البيولوجي تحول الطعام إلى شكل أو صورة يستطيع جسم الطفل أن يستخدمه. كذلك يرى بياجي ه أن العمليات العقلية تحول الخبرات إلى شكل يمكن الطفل من استخدامه في المواقف الجديدة. وكما ينبغي أن يحتفظ بالعمليات البيولوجية في حالة توازن فإنه ينبغي أيضا أن تحقق العمليات العقلية التوازن وهذه العملية هي شكل من تنظيم الذات يتيح للطفل أن يحقق الانسجام والاستقرار في تصوراته عن العالم وأن يحول اللاتوازن في خبرته لكي تصبح أمرا مفهوما .
ج - نظرية التحليل النفسي الاجتماعي ، إريكسون : خلاف ا ل فرويد لا يهتم إريكسون بالنمو النفسي – الجنسي وإنما يركز على الذات الشعورية عوض الدوافع اللاشعورية ، فهو ينظر إلى النمو كما لو كان بحثا مستمرا عن الهوية ، حيث يقوم خلاله كل فرد بإنجاز أعمال تبعا لنظام محدد. وفي أعمال تظهر على شكل اختيار متعدد الوجوه يسبب خوفا من الأزمة . وكل عمل أو انجاز يرتكز على نمو أحد أوجه الهوية .
نماذج تطبيقية النمو المعرفي ومتطلباته في مرحلة التمدرس ، 12/6 سنة ، النمو الانفعالي ومتطلباته في مرحلة التمدرس ، 6 / 12 سن ة، النمو الاجتماعي ومتطلباته في مرحلة التمدرس ، 6 / 12 سنة .
1. يطغى على طبيعة التفكير في بداية هذه المرحلة الجانب الحسي . إلا إ نه تفكير حسي غير ال مباشر، لأنه لم ي عد ملتصقا بالإدراك المباشر، كما إ ن التمركز حول الذات يحول دون صفاء إدراكه للأشياء باعتبارها موضوعات مستقلة عنه . إن سن السابعة في نظر بعض السيكولوج ي ين هي سن النقد الذاتي وسن بداية التعليل قبل القبول أو النفي. والتفسيرات التي يقدمها الطفل للأشياء، لم تعد تفسيرات تطابق رغباته وإنما تفسيرات تحتكم إلى الواقع . يتجاوز تفكير الطفل في هذه المرحلة المحسوس المباشر، والظواهر التي يلاحظ تؤخذ في كليتها وترتبط فيما بينها بنسق من العلاقات التي تتيح تصحيح الحدس الحسي الذي كان يؤخذ من قبل كأنه شيء مطلق . يصبح الطفل قادرا على استخدام قابلية الحدس كإوالية ذهنية. مثل: ضبط مفهوم الاحتفاظ بالوزن والجسم. ومفاهيم التعدي transitivité . والتمييز بين الجزء والكل والعلاقة بينهما. بالإضافة إلى قدرته على استعمال منطق التفاضل والنسبية ) أكبر من ، أصغر من ( والذي يستطيع بواسط ته إقامة علاقة السلسلة sériation الترتيبية للأشياء على أساس محددات كمية. وهذا ضروري لفهم العلاقات بين الأعداد .
أطفال هذه السن يحبون الكلام وهم شغ و فون بالتسميع سواء عرفوا الجواب الصحيح أم لم يعرفوه. و باكتشاف الأطفال قوة الكلمات يجربون اللغة البذيئة أو السوقية ويحاولون إثبات ذ واتهم عبرها . أطفال المدرسة الابتدائية محبون للاستطلاع ، متباهون بمعرفتهم وهم في نفس الوقت سريعو الانتقال من ميل إلى آخر . هناك فروق بين الجنسين في القدرات الخاصة وفي الأداء المدرسي. حيث تتفوق البنات في الطلاقة اللفظية والقراءة، أما الذكور فيتفوقون في الاستدلال الرياضي وما يتطلب علاقات مكانية واستبصارا . ومؤقتا تحصل الفتيات على الدرجات الأعلى في المدرسة وربما ذلك ناتج عن رغبتهن في إرضاء الآخرين، في حين يميل الذكور الى القيام بالأعمال التي تثير اهتمامهم .
2. تعرف هذه المرحلة طبيعة انفعالية هادئة نسبيا، وذلك لدخول الطفل – حسب التحليل النفسي – في مرحلة الكمون مما يوفر ويخزن طاقته العاطفية والجنسية استعدادا لظهورها في مرحلة البلوغ والمراهقة. بالإضافة إلى انتقال الطاقة العاطفية والشحنات الانفعالية التي كانت تتمركز حول الأبوين إلى موضوعات أخرى تستثمرها خارج إطار الأسرة . يؤدي نمو الضمير أو الأنا الأعلى إلى خلق عالم المراقبة والشعور بالذنب لدى الطفل وذلك من جراء تشريبه للأوامر والنواهي الاجتماعية. باعتبارها مؤشرا على وجود المراقبة الذاتية وبداية وظيفتها . يلاحظ لدى أطفال هذه المرحلة نوع من الإحساس بالذات مما يدفعهم من حين لآخر الى نوع من التأمل الذاتي والذي يدفعهم بدوره إلى الانعزال المؤقت ولو لوقت قصير. وهي مؤشرات سلوكية لما سيظهر بشكل واضح في مرحلة المراهقة.
يصبح أطفال هذا العمر يقظين ومتنبهين لمشاعر الآخرين ، كما يكونون حساسين للنقد والسخرية، ويجدون صعوبة في التوافق بإدخال السرور على الراشدين ويحبون المساعدة ، ويستمتعون بالمس ئ ولية . تكون الاضطرابات السلوكية في قمتها في الصفوف الأخيرة من المدرسة الابتدائية. و يكون الأولاد أكثر مشكلات من البنات . وتفسر هذه الظاهرة في ضوء الضغوط الأسرية والتفاوت في التسامح مع السلوك عند الأطفال من طرف الراشدين. ومن المشكلات الشائعة بين الجنسين والتي كشفت عنها البحوث : الغيرة – النشاط الزائد – الرغبة في إثارة الاهتمام – التنافس والوشاية والكذب والنوبات المزاجية والسرقة ، ويغلب على البنات الخجل والحساسية الزائدة والتذبذب الانفعالي .
3. إن الإطار الثلاثي الذي يعيش فيه طفل التعليم الأساسي والذي يجسده المدرس والأقران والنظم المدرسية، يمثل وسطا اجتماعيا جديدا بالنسبة له – سواء انتقل إليه من الأسرة مباشرة أو عبر الروض – يتطلب الانخراط فيه قدرة جديدة على التكيف الاجتماعي مع مختلف الأدوار . يصبح التنافس في هذه الفترة ملحوظا والتباهي والتفاخر شائعا. وهي مظاهر علينا تقليصها بتشجيع الروح الرياضية وتشجيع الأطفال على التنافس مع أنفسهم. يبدأ الطفل ابتداء من سن السابعة في الشعور بالرغبة في العمل مع الجماعة ويدرك أن عالم الراشدين عالم م غلق دونه . فلا يجد ملجأه إلا في اللجوء إلى عالم الأطفال حيث فرص المقارنة وإبراز القدرات في اللعب والعمل . تشجيع الألعاب الجماعية في هذه المرحلة وبالتالي فرص الامتثال لقوانين الجماعة وأحكامها عن طريق الالتزام بقواعد اللعب .
يتعلم الطفل شيئا فشيئا انتقاد الذات ووضع النفس في مكانها اللائق ومصدر هذه الخبرة هو توفقه في إنجاز بعض الأعمال التي تكسبه المدح أو الذم . فيكتسب مفهوم النسبية ويتحرر من النظرة المتمركزة والمطلقة التي كانت تحكم رؤيته للأشياء والناس. التباين الثقافي الذي ما يزال موجودا بين الأسرة والمدرسة في مجتمعنا يفرض على الطفل كذلك أن يكتسب آليات التكيف مع الإطارين معا. رغم التنافر الموجود بينهما . تصبح ميول الأولاد والبنات أكثر تباعدا وقد تظهر خلافات بين الجنسين ف يتنافسون في الأعمال المدرسية . وهذه العداوة يحتمل أن تنشأ من إدراك الأطفال للتمايز والاختلاف بين دور البنت ودور الولد في المجتمع (التنشئة والمواقف) . في هذه المرحلة تشيع ‘ عبادة ’ الأبطال وقد يكون البطل هو المدرس أو المدرسة أو بطل رياضي أو نجم سينمائي أو غير ذلك . يعجب أطفال هذه المرحلة باكتشاف قدراتهم على صياغة القواعد ويفضلون النظم التي يفرضها الكبار مستبدلين بها قواعدهم .